الجمعة، 5 يونيو 2009

طريقك الى الموت




طريقڪٌ الى الموت


سائراً بين الازقة الضيقة, التي أُنيرت بضوء القمر الخافت , في تلك المدينة انبثرت الخِطا بين الاتربة التي حملتها الرياح العاصفة للمدينة, تلك المدينة التي لم تزل تنبعث منها رائحة اللحم البشري , تُرِكت الجثث فيها على الهوامش والارصفة , حتى إِنك لا ترى فيها سوى هِرراً قد باح موائِها تُرافِقها اشباح صامتة في رحلة بحث جديدة بين اكوام القذارة .
شائت الاقدار ان اصل لذاك الطريق ربما هو الطريق الذي لا مفر منه , كُنتُ اسير بِخُطى متثاقلة, بطيئة الحركة, انتبه لما هو حولي وما هو بين أقدامي, مخافةً أن ازعج اولئِكَ الموتى فيستيقظوا من نومهم .
كنت اراقب باباً خشبياً ينفتح ثم يرجع ليصفِق في الحائط , احسستُ كأن كُل شيء يُراقِبني من تلك النوافذ , السكاكين تتحرك لتقطعني لاجزاء ثم ترميني مبعثراً وقِطعاً صغيره غذاءاً لتلك الهِرر الجائعة .
ومُلصقات معلقة, ويستمر صاحب المُلصق بجر جِثته لمكان آمن حتى لا توطِئه رِجلُ إنسانٍ, كُنتُ أُطارِدهُ بعيني ليبتلعه الظلام شيئاً فشيئاً تارِكاً ظِلالهُ للعابرين في ضوء القمر.
حينها اسرعت الخِطا وقدماي تشاكسان التُراب , أجُر ذيلي واعمالي خلفي , وفجأة اصطدم في حافِلة الموتى التي ايقظتني من حلمي فزِعاً.
عندما تمر بهذا الطريق فأعلم انك في طريقك للموت
.

«|~ [ جفاف ] «|~








جفاف ..!


أتدثر تحت لحافي .. لا أستطيع حراك أطرافي ..! لا أعلم هل من رعشة البرد التي أخذتني في هذا العام أم رعشة المجازر التي أجريت مؤخراً ..!
بِصراحة لا أجد في هذا العام وذاك 2008 – 2009 سوى الجفاف من جميع النواحي إلا ناحية أخرى .. !
حتى أن الأمطار في عامنا هذا لم تنزل علينا بالخير والبركة ولا أعلم ولا أستطيع ان أفسر هذا السر على أهوائي .. فأقول أنه كان بسبب غضب الإله علينا ..!
بِصراحة قد أضعه في قائمة الاحتمالات معي تارةً وتارةً أرجع وأناقض نفسي ثم أقول أننا لا نعيش حالة من الجفاف والقحل , بالعكس نحن لدينا عوامل طبيعية تساعد على إنماء أرضنا .. ولكن لا أقصد بالعوامل الطبيعية الماء لأنني أعلم
عندما أطرح سيرة الماء في مدوناتي سيهزء مني القراء وخصوصاً منهم البحرينيين , لأن الجميع يعلم عن ظاهرة ردم البحار الحالية عندنا !
ثم تبدأ مخيلتي بعرض شريط أفلامها والتي كنت قد رأيتها عبر الشبكة العنكبوتية وصوراً لملاحم على أرض مسرى نبينا .. والدماء قد أغرقت أرضها حتى إنني خلت أن الدماء صبغت البحر الأحمر !!
ربما هذا تعليلي عن سبب عدم وجود الجفاف , لأن الدماء وصلت لأرضنا البحرين سواء عبر التلفاز أم الانترنيت ..!
ولكن لا أجد سبباً لجفاف حكوماتنا وتسافل قوانينها مع الحكومات الصهيونية , ونحنُ في كل يوم تهضم حقوقنا وتُؤكل بدون وعي حتى في فتات الخبز صارت تقاسمنا فيها الذئاب ..
إن الجفاف يحيط بنا من كل نواحي الحياة جفاف القوانين جفاف البحار حتى وصلنا لجفاف الدروس أربع حصص في الأسبوع في مادة اللغة العربية 102 نحن طلاب المرحلة الأولى ندرس أشعار غزل وأشعار حب وشعر جاهلي وعلى الرمال ثم ندخل في الأعماق حتى تصل المواضيع لوصف مفاتن المرأة وإبراز الملامح الجسدية .. والمعلمون والمعلمات مجبرون أن يقفوا ويشرحوا ما ليس له داعٍ ..!
والطلبه يضعون أيديهم على خدهم يبحرون مع قصيدة " على الرمال " ووصف الشاعر لمحاسنها , وفي النهاية إن سألت عن الدروس المستفادة , ترى الجواب في أعمال الشباب اليومية عند مدارس البنات راكباً ميتسوبيشي " يفكرون ساحة تخميس " .
باختصار وما أريد ان أصل إليه إن وزارة التربية والتعليم ومع احترامي للمعلمون ووقوفهم أمام لوحة بيضاء بدأت عليها اثر الدروس السوداء , إنها تعين الشهوات فينا ..! هذا بدلاً أن نأخذ دروس عن رجال وأطفال غزة تعزز فينا الإباء ..!
نحن الشعوب العربية محاصرون بالجفاف من كل ناحية حتى في مدارسنا في قوانين الحكومات في أعمالنا في بحارنا ..! ولِربما يأتي يوم سيردمون فيه أقلامنا ويدفنون في الارشيفات مقالاتنا فقط لنعيش في الجفاف القاحل ..!
ندائي الأخير إلى الشعوب العربية لا بد لهم من التظاهر من أي ناحية لنصرة اخواننا في فلسطين فإن نصرة فلسطين تعني نصرة العالم العربي والبحرين مثل ما ورد في كتاب المواطنة 104 في دستور مملكة البحرين في المادة 30 :
- السلامة هدف الدولة وسلامة الوطن جزء من سلامة الوطن العربي الكبير .
والعكس هو الصحيح .
فلا تغيبوا عن الحقائق و لا تثقلوا الأقياد ..!
يجب أن نقول لحكوماتنا أننا غير راضين عن أفعالهالنشارك معاً في هذا الإضراب لنسمعهم صوتنا ونحن نقول لهم: كفـاكم جفافاً ..!


فدك الزهراء


الساعة : 6:25
اليوم : الخميس
التاريخ : 14\5\2009