الجمعة، 25 ديسمبر 2009

حول الحسين ابن علي

حول الحسين ابن علي
( الحاجة للائمة )

إن الانسانية في تاريخها الطويل لم تشهد موقفاً كموقف سيد الشهداء عليه السلام في يوم عاشوراء فالحسين عليه السلام قضية لم تغلق لحد الآن فهي من القضايا الخالدة العريقة لما تحمله من صور ومعاني للتضحية والثورة من أجل اتمام رسالة الله المنزلة على نبي الرحمة .
ومن الطبيعي أن هذه الرسالة لم تتم على رجل فاسق او ظالم فهي رباط مقدس يربط الحياة الدنيا بالحياة الآخرة لتبين العواقب الاخيرة فلو جاءت على يد فاسق من بعد النبي والامام المرتضى والحسن الزكي لرجعنا للخلف وسوف نحتاج لقوانين جديدة تنظم سير حياتنا .
فالقضية المثارة في هذه الايام الجليلة التي اتشحت بالسواد تدور حول شخصية متمثله في صورة للخلق المحمدي والمثل والقدوة العليا .
قد يطرح بعض من الناس سؤال يقولون فيه : لماذا نحتاج للائمة بعد الرسول (ص) والله سبحانه وتعالى قال
: {ما كانَ محمدٌ أبا أحد من رجالِكُم ولكن رسولَ اللهِ وخاتمَ النبييّنَ وكانَ اللهُ بكلِّ شيء عليماً}(1)
طبعاً بعيد عن منطق القلب وتحكيم الهوى الحسيني في هذه المسألة فلو اخترنا المنطق العقلي وحكمناه سنجد أن الامة بالفعل كانت بحاجة لرجل من بعد الرسول (ص) , فعلى سبيل المثال لو اخذنا ثورة الامام الحسين انذاك سنجد انها قامت على اسباب من اهمها أن الحسين كان يرفض مبايعة يزيد ويرفض الاذلال والخضوع وهذا شي طبيعي من ابن بنت نبي الرحمة , ومن هنا يأتي سبب حاجة الامة الى الائمة فلو بايع الناس يزيد لرجع الفساد ورجعت عادات شرب الخمر واللهو وانغمست الامة الاسلامية في وحلها ورجعت لعصر الجاهلية لتحتاج لرسول آخر ينظم حياتها ويرتب مشاريعها ويعدل من أساس الشريعة ولهذا قال الحسين (ع) : إن كان اولئك حكامنا فعلى الدنيا السلام (( بمعنى نقرأ على الدنيا الفاتحة ))

إذاً فالحسين موجة ضد الانحراف ترفض الانحراف بكل طقوسه وترفض الاذلال لفئة طاغية ذواتهم ذوات القرود وهي صفة ذونية .!!
قال ع :
إني لم أخرج اشرا ولا بطرا ولا مفسداً ولا ظالما إنما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي اريد آمر بالمعروف وانهي عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله اولى بالحق ومن رد على ذلك اصبر حتى يحكم الله والله خير الحاكمين.(2)

ومن هنا يتبين لنا سبب حاجتنا للائمة من بعد الرسول وذلك بسبب الانحرافات والخيانات التي جرت من بعد وفاة الرسول (ص) فالحسين ثقافة الحياة ينطق بما جاء به الله ورسوله من حق وينهى عن الفحشاء ويأمر بالمعروف ولو ترك عنان الامر هكذا لاحتجنا لستين عام إصلاحي لنعيد توثيق العلاقات وتجديدها ووضع سنن اخرى وإن احتجنا لدين آخر هنا سيكون ما ورد في القرآن كذب واباطيل وحاشى وعد الله ذلك إذ انه بين أن محمد (ص) هو خاتم الانبياء والرسالات
وإن وعد الله حق .إذاً الخلاصة هي : إصلاح وضع الامة المتردي انذاك , وحتى في زمننا هذا
.
مصدر :
(1) سورة الاحزاب آية 40
(2)مقتل الخوارزمي ص 189 - ج1
ملاحظة :
1)الموضوع يحتاج لتعمق وبحث أكثر فلم يكن في غاية الدقة .
2) الحديث الآتي :(( إن كان اولئك حكامنا فعلى الدنيا السلام ))لم يكن موثق إلى جانب ذلك فإنه تم نقله بالمعنى لربما لأن لم اتذكره تماماً وربما قد يكون صحيح .
3) من يستطيع أن يضيف بنود أخرى أو يناقش في الموضوع فهذا افضل بكثير .
4) من يستطيع توثيق الحديث فله الاجر
يتبع مواضيع أخرى تدور حول إمام الثائرين